الحرية لسجين الرأي حنفي ولد دهاه

الأسبوع الثاني.. حتى ولو كان الدهر كله فأنت الأقوى يا حنفي

الخميس، 31 ديسمبر 2009

تحية إلى أخي الذي لم تلده أمي/نعمة عمر

اخي العزيز "حنفي"، لقد شاء القدر أن أكون في نفس الزنزانة التي تقضي فيها أنت بقية حبسك التحكمي، بعد أن فضحت الأيام فترة محكوميتك، لقد كانت نفس التهمة، (القذف والسب.....إلخ)، أشبهت حالك حالي وحكى عذري عذرك، وإنه لنفس الخصم..

في حالتك تقمص وجها إفريقا يمتشق قبعة حمراء ويواظب الصلاة في المسجد رغم كرهه للعرب والعروبة، كان خصمك سياسي، بامتياز، ومرتزق بامتياز، تأبط ذات يوم قلمه وحنجرته دفاعا عن حرية مستلبة وضحايا قتل جماعي عدموا لمجرد أنهم فكروا في تنفيذ انقلاب عسكري كما يزعم، إنها نفس التهمة التي استفاد اصحابها من العفو لمجرد أنهم من العرب (البيظان، أو البربر) أو كما يقول هو، تعددت الأسباب ولا الموت واحد.
أما في حالتي أنا فقد تقمص صاحب المليار الذي تعهد بسجني ذات يوم دور الملاك، وبكى لأنني جرحته بقلمي، وفي علاقة يبدو انها متعدية وهلامية وصلت الإساءة إلى من هم بطبيعة الحال أنصاف شياطين لمجرد أنني قلت الحقيقة عن قصد أو عن غير قصد أو قيلت بالنيابة عني.. ومهما تعددت الأشكال فلخصمينا معا نياشين وألقاب، قلاع ورماة، وسجن يتمدد ويكبر لياخذ بعدا زئبقيا، يرفض لكل عابر سبيل أن يردد مع ولد امسيكه "لن يطول بي المقام"، لكن حاضرة لبراكنه هذه المرة ستكون عاصمة ثالثة لتقييد الحريات، بعد أن قُيِدَت السياسة والإقتصاد، بدعوى محاربة الفساد أوالتطاول على الذات الرئاسية، ولو كانت هذه الذات مجرد جسم خلاسي بالكاد يعرف أن العفو عند المقدرة.ومهما كبلوك أخي حنفي ستبقى أعظم من الجميع لأنك لم تستجد ذاك المقدس، وقبلت أن تعيش في نفس العنبر مع زملائي رفاق السجني الطيبين (همر فال، مغتصب وقاتل، انجاي كان مهرب كوكايين وقاتل) لكم ستشعر أخي انهم اكثر آدمية من سجانيك، وأن من مهازل الأقدار أن يلعب كل منا دور الآخر، وأن يكون أحدنا في الزمان والمكان الخطأ، قد يرفع أحدهم الأذان ولا يحضر فضل الجماعة، ويسأله القاضي باحثا له عن مخرج: "هل كنت بفعلتك تسعى لتغيير المنكر"، فيأتي الرد مزلزلا "حاشى لله"، ترى إذن مَنْ أحق بأن يلعب هذا الدور إن كانت المسافة بين التهور والحكمة تطول وتقصر عند الرغبة الجامحة في الخروج على الشرعية، باسم الشعب أحيانا وباسم الرب أحايين كثيرة "طاعة ولي الأمر واجبة"، أو كما عودنا الآكلون من مرق السلطان ومن أكل من مرق السلطان احترقت شفتاه فعجز عن قول الحق، أو كما قال الإمام أحمد بن حمبل، وإلى أن يتحدد مَنْ منا احق بأن يلعب دور السجان أو المسجون، سيحرق "نيرون" روما، ويكتفي "بوكار" بمملكته التي من ثقبها يراقب حركة الشمس، ولو كانت تلك المملكة مجرد برميل قمامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق