الحرية لسجين الرأي حنفي ولد دهاه

الأسبوع الثاني.. حتى ولو كان الدهر كله فأنت الأقوى يا حنفي

الخميس، 31 ديسمبر 2009

بيان من حنفي ولد دهاه

غربة عام في الولايات المتحدة الأمريكية، كانت عودتي إلي أرض الوطن موعدا لي مع سجن لا يبرره إلا أن "الانقلابيين" رأوا في صحيفة "تقدمي" الالكترونية التي أديرها أداة جسورة حين تنحاز للوطن، وتقف رصدا في وجه كل ما من شأنه أن يئد حلمه الديمقراطي، الذي أثمر غرسه أول انتخاب لرئيس مدني

وهو ما كلل مسيرة النضال الطويلة، التي سقي الأحرار من أبناء الوطن أرضها اليباب عرقا ودماء، وأغمضوا عيونهم علي القذى آملين أن تتطلع يوما إلي سماء الحرية التي ليست في متناول أيدي الأقزام.
لقد كان لصحيفة تقدمي التي أديرها شرف حماية ذمار الديمقراطية التي اغتصب الانقلابيون عذاراها، بكشفها لكل ألاعيب المتسترين بالأيام، والمتخذين من القمع وسيلة للحجر على العقول..
ورغم أن صحيفتنا تعرضت في فترة المحترم سيدي ولد الشيخ عبد الله للكثير من المضايقات بسبب جرأتها في النقد وفي ما كانت تنشره من أخبار، لقناعتها أن دور الصحافة هو في وضع هناء رقابتها علي نقب الأنظمة السياسية، إذ ليس من مسؤوليتها سوي التنبيه علي النصف الفارغ من الكأس، وللصحافة الرسمية إن شاءت أن تتغنى بالمملوء منها.. رغم ذلك فإننا لم نتعرض خلال ذلك العهد المأسوف عليه لسجن أو تنكيل.
بعد اعتقالي الذي تم بحجة شكوي مقدمة من السياسي صار ابراهيما مختار وسجني الذي كان إثر إدانتي بالمساس بالأخلاق الحسنة، استوفيتها شهورا ستة، تعرضت فيها لكل صنوف الهوان والامتهان، وتجرعت فيها غلل النكاية والإذاية، وأرتني فيها الأيام قساوة الإنسان حين توغر صدره الأحقاد على أخيه الإنسان... ستة أشهر كنت فيها مثل كل السجناء أربي الأمل، كما يربي الرعاة ضأنهم، ثم لا ترضي يد الدهر الخرقاء أن تُجد كما تبلي، فإذا بي أتعرض للمرة الثانية لسجن تحكمي، بعد كل ما طبع ملفي من خروقات وتجاوزات قانونية.
ورغم أنني مستعد لأن أُسلم روحي ثمنا لإيماني العميق بقيم الديمقراطية ورفضي الذي لا يعرف حدودا لجبروت الديكتاتورية وصلفها فإنني أعلن احتجاجي على السجن التحكمي الذي يعتبر أنكي ضروب الاستبداد، من خلال الدخول ابتداء من اليوم الأحد 27/12/2009 في إضراب مفتوح عن الطعام، إلى أن يرفع عني هذا الظلم، الذي لا يبرره سوي الانتقام مني بسبب موقفي المناوئ للانقلاب، رغم أنه أكثر المواقف التي أتشرف بها في مسيرة نضالي من اجل الحرية.
ثم لا يسعني إلا أن اشكر كل النقابات والمنظمات والشخصيات التي شدت أزري خلال معركتي هذه من اجل صحافة لا تبتر شفاهها ولا تسمل عيونها ولا يدفعها إحباطها لأن تتثاءب.. وعهدي أن لا أخيب أمل الكلمة.
حنفي ولد دهاه
سجن دار النعيم
نواكشوط 27 دجمبر 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق