كنت نجما ساطعا في زمن ابتلي فيه وطننا العزيز بشرذمة من عصابات الشوارع ، أذلت كِرامه و استباحت أهله و نهبت خيراته دون وازع من ضمير و لا مسؤولية . كانت كتاباتك الرائعة صواعق تتنزل على رؤوس الجبناء فترتعد فرائصهم في مخابئهم الباردة. كنت ، حين سقط الجميع، رافع لواء التحدي الصارخ بالحقيقة في وجه من نسوا أنك ستظل أكبر من أكاذيبهم السخيفة.
حين يدخل عليك لص ـ على حين غرة ـ و يشهر سلاحه في وجهك ، يكون أول ما يأمرك به أن "لا تتكلم".
لا شيء أشد فتكا على اللص من كلام الضحية .. و قد قسوت عليهم حين غرسوا الخنجر في صدر الوطن .. فكان لا بد أن يأتي دورك.
لكي يعرفوا من كان يزودك بتلك التسجيلات التي فضحت كل ممارساتهم الدنيئة تم البحث عن محلل ذي خبرة ، متناسين أنهم يركبون شعبا يرفض أن يذعن .
كيف تتجسسون على حياة الناس و تستبيحون خصوصياتها المقدسة و تعتقدون أنكم ستكونون في مأمن؟ لو لم يكن من أمرتم أن يسجلوها خونة لما قبلوا .. و أعتقد أنكم تفهمون جيدا أن لا حدود لبشاعة الخيانة .. و لا لأطماع الخونة!؟
ما ولد عبد العزيز إلا لص يختطف وطنا بكامله ليرمي به في لج فوضى عارمة دون أحساس بأي قدر من مسؤولية
و ما صار إلا شريكه في الجريمة القابض على نصيبه من الكعكة في أجرم صفقة عرفتها البشرية ( لعلك أغضبته كثيرا و أسأت إليه كثيرا حين بالغت في الاستصغار بدوره من خلال اتهامه بمجرد شراء بيت على طريق كانت طبول حملته تصك الآذان على امتداده.
من ذا يستطيع أن يسيء إلى صار في زمن يجلس فيه ولد عبد العزيز على القانون .. و يصدر الأوامر للقضاة بصنع ما يحتاجون من القانون : "حين أصبح رئيسا سأصدر قانونا يعاقب المفسدين"؟
لو لم يكن الجنرال المزور يعتقد أن الرؤساء في الديمقراطية هم من يصدرون القانون لما تمنى أن يكون رئيسا.. لو لم يكن يعتقد أنه سيصبح رئيس الفقراء و الأغنياء و الشرطة و القضاة و الخبراء لما تنازل عن رتبة عسكرية ـ لا يفهم لا حتى بماذا تستحق ـ ليصبح رئيس بلد ديمقراطي يتمتع فيه القضاء بالاستقلالية و يكفل حرية التعبير للصحافة و يتسيد القانون فيه الجميع و لا يمثل الرئيس فيه إلا ملتقى طرق إلزامي تدوسه المارة من كل الاتجاهات.
هذه فرصة لرفع ألف قضية على ولد عبد العزيز و شركائه في جريمة نهب الوطن و تركيعه و على رأسهم صار إبراهيما نعدهم بشرفك أن لا تمر من دون معاقبتهم على كل كبيرة و صغيرة.
لقد اشترى صار وطنا ضائعا و جيشا من جياع الناخبين و كرسيا في القصر الرمادي في حلم و ليس هناك من يستطيع أن يسيء إليه بأكثر من أن يوقظه : إن من اختاروا أن يعملوا في مجال الوعي مزعجون جدا في بلاد يعيش أهلها على الأحلام.
لقد اشترى صار أبواقا تصدح بأسمائه و ألقابه و أمانيه .. و فرقا موسيقية تتغنى بأمجاده و كرامات أجداده و بخت أحفاده..
لقد اشترى صار ألف بيت شعر .. و ألف واحة نثر .. و كل ما تبقى من سخافات العرب و الزنج و البربر ، فأين يضع كل هذه الهدايا الثمينة إذا لم يشتر خمسين بيتا و ألف حارس و كل ما في الأسواق من سلاسل و أقفال كي لا يُسرق هذا المجد الأثيل أو يَتبخر؟
قد أفلس في هذا البلد الشقي كل من لا ينتمي اليوم إلى عصابة منظمة و من حق أخينا المناضل و الزعيم الكبير صار إبراهيما أن يعرض حصته من الديمقراطية على أسوار "بازيب" .. و يختار حصته من الوطن على طريق نواذيبو بين طبقة أخرى ليس فيها من أشترى بيته بمال أطهر من ماله المدفوع نقدا على صفحات المواقع من جيب لص سرق الوطن بأكمله.
من حق صار أن يشتكي على حنفي و على تقدمي و على كل من يكتب فيه و كل من يقرؤه لأنه انقلب على الديمقراطية دفاعا عن الوطن .. و بال على الشرعية دفاعا عن القانون الذي يطلبه الآن القصاص من حنفي وداعة و براءة و برعاة..
من حق صار أن يشتري بيتا على طريق نواذيبو و آخر في الجنة لأن للأقليات نصيب شرعي من كل ما تفعله الأكثريات خيرا أو شرا .. حقا أو باطلا .. مدنيا أو عسكريا.
من حق صار أن يشتكي حين سقط القانون (على طريق نواذيبو) و غاب النظام (على طريق نواذيبو) و انتهكت حرمة الوطن بأكمله (على طريق نواذيبو) و أصبح القضاء فضاء مفتوحا (على طريق نواذيبو) و البرلمان كتيبة حراسة (على طريق نواذيبو)
فاقبع في سجنك يا حنفي حتى يحط الجنرال رتبته على وقع طبول صار أمام أعين المارة .. و يعلن إفلاس مشروعه الشيطاني ، على وقع طبول صار ، على مسامع المارة .. و ينهي صار عقود شراء بيته (على طريق نواذيبو) باسم رابعة أحلها الشرع (على طريق نواذيبو) و أملتها الضرورة (على طريق نواذيبو) و فرضتها شروط الأقليات(على طريق نواذيبو).
اقبع في سجنك حتى يستيقظ القانون ، فلست أعز من الوطن و لا أهم من أهله ..
من حق صار حين أسند طهره إلى الأرعن أن يستبيح الوطن كله فما بالك ببيت؟ .. و يزج بكل أهله في الجحيم فما بالك بسجنك؟
اقبع في سجنك ، فمن أنت حتى ترد صولة أرعن .. أو جولة مرشح محتضن ؟ أتعود إلى الوطن نهارا جهارا بعد ما قلت رأيك ، فأنت الأجن؟
أتعود من أمريكا الموبوءة و تريد الخنازير أن لا ترتعب من قدومك بأنفلونزا الفكر .. و روائح الحبر .. و كبرياء القوافي البكر؟
من حق صار أن يبيع الوطن (على طريق نواذيبو) و يشتري بيتا (على طريق نواذيبو) .. و يضرب عرض الحائط بالقانون (على طريق نواذيبو) و يشتكي ممن يشاء (على طريق نواذيبو) ما دام يسند ظهره إلى الأرعن (على طريق نواذيبو) و يترشح في انتخابات مغتصبة لن يحصل منها إلا على 01 في الألف (على طريق نواذيبو ) و يطالب بالعدالة و الديمقراطية (على طريق نواذيبو)
المهم أن يشرع انقلاب الأرعن و الأهم أن يكون فوق القانون حتى يركع القانون .. و ينعم المواطنون بالأمن و استقرار الحكم بيد الأرعن .. و يستقر الوضع على وضاعة إنسان هذه الأرض صاغرا مرتهن..
لن نبكيك لأنك خنت حين بكيت الوطن .. لن نسأل عنك لأنك تهت عمدا حين أردت سحب البلاد من مخالب وحش لا يؤتمن.
كم تمنيت أن أقف يوما أمام قاض موريتاني يتهمني بخيانة الوطن لأقول له بكل وداعة جزيت خيرا عن الخيانة و الوطن.. لأضحك مرة من كل قلبي وسع التفاهة و البشاعة و الوضاعة ، أما تفعلها نيابة عني و عنك و عن و عن؟
أسأت إلى سمعة صار يا عزيزي لأنك قلت إنه اشترى بيتا فأذلوك و سجنوك وألصقوا بك شتى التهم فماذا عني إذا قلت إن اتفاقية داكار قبضت عليه متلبسا ، مع الترصد و سبق الإصرار، بجريمة سرقة وطن بريء بنسائه و رجاله و أطفاله بالتناصف أو التخامس مع جنرال متمرد أعطى نفسه حق الاعتداء على خيار شعب بمنطق لا يفهمه إلا صار .. و حق لا يقره إلا صار .. و انتخابات لا يشارك فيها إلا صار الذي أصبح شراء بيت إساءة بالغة إلى سمعته ؟ بل أنت سارق بيت .. و سارق حلم شعب و ليس في هذا ما يسيء إلى سمعتك بل ما يسيء إلى سمعة بلدنا و كرامة شعبنا : فحين يصبح أمثالك يتلاعبون بمصير شعب بأكمله يكون من العار المسيء إلى سمعتهم أن لا يسجنوا جميعا دفاعا عن الوطن .. و إكراما لأهله.
فكم أعطاك الجنرال ولد عبد العزيز للقيام بحملتك المشؤومة ؟ و من ماذا أعطاه؟ و مقابل ماذا ؟
حين يعود قضاؤنا نحن .. و قدرنا ، سترى من أساء إلى سمعة من و بأي ثمن تكون الإساءة :
"كدسوا أوهامكم في حفرة مهجورة ، و انصرفوا
و أعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس!
أو إلى توقيت موسيقى مسدس
فلنا ما ليس يرضيكم هنا، فانصرفوا
و لنا ما ليس فيكم : وطن ينزف و شعب ينزف
و طن يصلح للنسيان أو للذاكرة
آن أن تنصرفوا
و لتقيموا أينما شئتم و لكن لا تقيموا بيننا
آن أن تنصرفوا
و لتموتوا أينما شئتم و لكن لا تموتوا بيننا
فلنا في أرضنا ما نعمل
و لنا الماضي هنا
و لنا صوت الحياة الأول"
سيدي علي بلعمش
الجمعة، 19 يونيو 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق