
قالوا إنهم اعتقلوك, ووضعوا القيود في يديك..
قيل إنهم مرتبكون, وغير قادرين على تحديد سبب اعتقالك..
لعلهم سيدي حنفي صدموا بشجاعتك, ربما لأنهم كانوا يعتقدون أن جرأة القلم لا تعني بالضرورة جرأة صاحبه.. كانوا يريدونك شخصا ضعيفا دامعا منكسرا يستجدي الجلادين ويستنجد بالفراغ المحيط بهم وهم اللائذون أبدا بفراغ قانوني وأخلاقي وإنساني ليس لهم أن يشغلوا منه أي حيز مهما كانت ضآلته..
لا تبتئس يا حنفي.. فالسجن زينة الرجال, والقيود نياشين المناضلين وظلام السجن تقهره دائما شمس الحرية التي تكون أكثر إشراقا وتألقا في قلوب المؤمنين بمبدأ والمدافعين عن رسالة وقضية..
لا عليك يا حنفي فقلمك جواد مرسل سابح في سموات الإبداع والرفض وحبره الدافق أكثر اتساعا وقوة وبقاء وتمددا من أن يبقى حبيس أمتار معدودة..
ثق يا حنفي وأنت في سجنك أن قلمك وفكرك أكبر من الجلاد وسمتك ارفع وأقوى من سياطه وقناعاتك أبقى من صراخه..
إنهم لن يرغموا حمامة إبداعك على التخلي عن جناحيها الرائعين ولن يطفئوا عطاءك ولن يتمكنوا من نهب ملكوت خيالك المجنح حرية وكفاحا في سبيل ما تؤمن به وتعتقده حتى وإن لم يصادف هوى في نفس "أبي لهب"
رائع أنت يا حنفي كاتبا بالأمس وثائرا اليوم على قوانين الغاب..
فليلصقوا بك ما شاءوا من تهم فلن يدنسوا بياض مبادئك ولن يعكروا صفو شلال عطائك الدافق من قمة "تقدمي" عبر كل الروابي والأودية مبشرا بقيم الحب والتعايش والحرية..
قد نختلف معك أحيانا حول هذه الفكرة أو ذلك التعليق ونحن نتصفح موقعك الرائع غير أننا لن نختلف أبدا حول شجاعتك وعبقريتك وأريحية لغتك الرائعة الأصيلة التي لا يعلى عليها..
لا تبتئس يا حنفي.. فنحن هناك معك خلف تلك القضبان الخرساء ونرى بصدق وحرارة نفس الفجر الذي تراه صادقا واعدا يشرق من كل السجون عبر العالم حاملا التجديد والتألق والحرية والسلام..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق