الحرية لسجين الرأي حنفي ولد دهاه

الأسبوع الثاني.. حتى ولو كان الدهر كله فأنت الأقوى يا حنفي

الاثنين، 22 يونيو 2009

حنفي ذلك القلم المفخخ..!!


حنفي ذلك القلم المفخخ..!!

لوكاسيوه فدويتو ثم حروف النار.. هكذا بدأ حنفي كتلة لهب تتدحرج فوق العمائم لتحرق كل الأقنعة وتأكل الوجوه التي تمتهن الزيف والعبوس أمام الحقيقة.
بدايته كانت مختلفة تماماً عن كل ما درج عليه محيطه الضيق في مجتمعٍ تعود اليافعون فيه المشي على خطى من سبقهم من السلف في متتالية من "الاستنساخ" لا تنتهي، ويزيدها في ذلك رضوخٌ تام لدى أفراد الجوقة وكأنها "نهاية التاريخ" وأقصى ما وصل إليه الفكر البشري في التنظيم الاجتماعي!!
كانت مختلفة لأنه رفض الانضمام إلى الجوقة رغم أن جميع أطراف المتتالية تخدمه أكثر من غيره، فكان بإمكانه ركوب الأكتاف التي تعودت أن تستقبل بفخر أبناء عمومته، فيبني صرحاً يناجي من خلاله ويستقبل المد الإلهي فيكون صاحب سرٍ رباني يوزعه على الأتباع أدعيةً ويودعه في جيبه أموالاً وقصورا منيفة..!!
تلك هي الجوقة الأولى التي اعتزلها حنفي والتي يغبطه عليها الكثيرون، وهم لا يدركون أن بداخله مخلبا ينموا ليكشف المستور في مجتمع يملك حقلاً هائلاً من الخطوط الحمراء المتجددة بتجدد خطايا المتعالين في قمة الهرم تاركين القاعدة لا تملك حيزاً تتحرك فيه دون الوقوع في "المحذور" والمساس بجناب زيد أو حضرة عمر فكان قدرها أن تعيش بلا ألسنٍ..!
أما حنفي فكان غير ذلك حيث تطاول بقلمه الذي لا يملك غيره على "الجناب الطاهر" لساكنة رأس الهرم، فأيقظ الزبانية من غفوتهم فتجمهروا واحتشدوا ليجدوا أنفسهم أمام شابٍ لا يلقي لهم أي بال، يكتب كلاماً سريعاً ثم ينام ملء جفونه ويتركهم يتلقفون ملامحهم الغائبة عنهم في المرآة التي وضع أمامهم..

*** *** ***

توهج قلم حنفي بالنار واللهب في ظل مركزية شاملة ومطلقة للسلطة في قبضة ولد الطائع حين تهافت شتات الوطن إليه طمعاً في رحمته وخوفا من غضبته، فهاجرت الأقلام إليه واشرأبت أعناقها الدقيقة عند بابه بينما بقي حنفي يزرع بقع النور في زوايا المستور لبلد تعددت الجرائم فيه والضحية واحدة:
شعبٌ يأكل التراب والحصى على الطوى ليس إيثاراً وإنما لأن شرذمة من ذوي البطون المنتفخة والجيوب المخملية الواسعة أرادت أن تسد جوعها الجِبلي إلى المال العام فكانت وجبتها مقدرات أمة ومدخرات شعبْ!!
شعبٌ مظلومٌ من طرف فئة قليلة من أساطين الظلم والفساد، تغتال القانون وتغتصب الدستور..
شعبٌ يظلم نفسه فيمتهن بعضه بعضاً عبوديةً وطبقيةً جائرة، يتعامل فيما بينه على أساسٍ من "الطين"، وتسود نفسيته صبغة "لونٍ" واهية!!
شعبٌ تٌملأ آذانه بالكلام الجميل والوعود أيام الحملات لِيٌدفع إلى صناديق اقتراعٍ لا يريد منها سوى أن تسد جوعه، وما إن تنتهي المهمة حتى يٌسد فمه بخرقٍ بالية.. ويصرخ في أذنه: صه!!
لا يمكن لقلمٍ تعود عدم الرضوخ لصولة القوي عندما تجافيه الحقيقة أن يلتزم الصمتَ فيبدل صرخة الحبر السحرية بوصمة عارٍ لا تفارقه أبداً، ويكون "مثقفا" كالذين عرفناهم يتاجرون بأقلامهم وضمائرهم فيكنسون بها بلاط السلطان بحثا عن بعض الفتات.
ليس غريباً في بلدٍ يستباح فيه القانون ويهتك عرض الدستور وتغتصب السلطة ضحى أن تسعى آلة الفساد في تهشيم المصباح الذي يفضح ممارساتها، خاصة عندما ركب حنفي المد التكنولوجي مدركا للدور الرقابي الذي لعبه الإعلام الالكتروني في كثير من مناطق العالم، والدور الذي بالامكان أن يقوم به في وطن يعتبر المعلومة بنت الظلام فلا يجب أبداً أن تخرج إلى النور ولو دعى ذلك إلى كسر كل الأقلام..!
ولكن هيهات أن يكسروا قلم حنفي الذي عهدناه عصياً على الانكسار والترويض لأنه قلمٌ من نور، فمن أين لكائن من ظلام أن ينال من ضوء الشمس!!!

*** *** ***

إني أتهجى في اعتقال حنفي أروع مقالة يسطرها بأيادي العصابة التي اختطفته غير مدركة أن أبناء الكلمة ليسوا كأدعيائها، وأنهم كالصخرة الصماء إن سقطتْ عليك فالويل لك، وإن سقطتَ عليها فلك الويل!!
- المرشح صار الذي إن كنت أحترم فيه شيئا فتلك النسبة التي حصل عليها من الأصوات في الانتخابات الماضية والتي أراهن أنها مارست الهجرة بعد أن أذلها بأعماله المشينة والتي تتنافى مع تاريخه والشعارات التي يعبأ بها آذان جماهيره عندما يرتجف متصنعا الانفعال أمام الميكرفون وهو يتوعد تقدمي عندما سحبوا عنه الغطاء..
"صار" المصاب بالخرف السياسي يرتاح لاعتقال الصحفيين ومصادرة الرأي وحرية الكتابة، أولى به أن يتدارك خاتمته قبل أن تزداد سوءاً..!
- عزيز الذي تؤكد لنا الأيام أنه الأرعن بامتياز، نصب نفسه قبل أن يستقيل وها هو يجوب الأرض طولا وعرضاً في طائرات الجيش وهو المستقيل والخارج من بزة العسكر.. يتحكم في مفاصل الدولة بآلته العسكرية متمثلة في ولد الهادي وقزواني والمجلس الأعلى الذي يعتبره فوق جميع التنازلات وليذهب الوطن إلى الجحيم!
غادر إلى مقاطعة الركيز يجر معه كبرياءه وغروره حين تسابقت للقائه العمائم البيض متخلية عن كل هيبتها وكثير من خيلائها، فلم تجد عنده من وقت سوى دقائق سريعة لم ينبس فيها ببنت شفة، وكأن القوم جدعت آذانهم أو أن بها وقرْ!!
ثم إنهم خرجوا من عنده ليأتيهم خبر اعتقال حنفي ابن المقاطعة، فأدركوا مدى قوة طعنة الظهر التي يتعرضون لها من "أرعنٍ" يبالغ في إذلالهم ولا يقيم لهم أي وزن..
إلا أن الأيام هاهي تبدي لنا أن قلم حنفي أكبر من مقاطعة واحدة، إنه قلم بحجم وطن ولن يتخلى عنه الوطن الذي أسال الأودية حبراً دفاعا عنه.. لن يتخلى عنه!

الشيخ ولد محمد حرمه
Cheikh424@yahoo.fr

ـــ
لوكاسيوه و دويتو : كتب من الحجم الصغير ألفها حنفي في بداياته.

هناك تعليق واحد:

  1. رااااااااااائع..
    كما عودتنا دائما أخي الشيخ ..

    الفرج قريب إن شاء الله

    ردحذف